لاتفرك الجرح بالملح
" لاتفرك الجرح بالملح "
جملة استوقفتني كثيرآ .. ولكن قبل أن نتساءل عن علاقة تلك الجملة
" بتنمية ثقة الإنسان في نفسه "
نبادر بالقول بأن معظم الناس يكونون في حالة نفسية سيئة للغاية ،،، عندما يشعرون بأنهم فاشلون في إقامة علاقات جيدة مع الناس ،
وبدلآ من تضميد جراحهم النفسية والبحث عن الأسباب وعلاجها ،، يقومون بشتم حظهم والشكوى من الناس والزمن ،
وإنهم سيعاملون الناس بمعاملتهم ،،، وبالطبع نجدهم فعلآ مثل الذي يقوم بفرك جرحه بالملح في محاولة لعلاجه ،، والنتيجه تكون مؤسفة للغاية ،
ولا تتعجب إذا علمت أن اكثرنا ينفق وقتا طويلآ ويبذل جهدآ خارقآ من اجل إتقان فن او مهارة او تحصيل علم او تعلم مهنة او حرفة ولكن قليلآ جدآ ان نرى إهانآ ينفق وقته وجهدة ليفهم مهارة التعامل مع الناس كي يجيد اسلوب التعامل مع الناس
أولئك الذين يحسنون التعامل مع الناس سيجدون رد فعل إيجابيآ مماثلآ على الأقل ،
وبحب الناس تزداد ثقة الإنسان بنفسه ،، ولكن الصلات المتنافرة تجعل الإنسان في حالة نفسية سيئة وتضعف من ثقته في نفسه ،،
معظم اولئك الذين يشكون من عدم الثقة بالنفس لايقدرون أهمية معاشرة الناس حق قدرها ،،
والحقيقة الطيبة تقول أن كثيرآ من العلل والأمراض المسماة بالنفسية والعصبية وكثيرآ من الأمراض الجسدية الأخرى
ترجع إلى عدم الإستقرار العقلي والنفسي الناتج عن الصلات المتنافرة بين الإنسان والمحيطين به والمتعاملين معه
كلنا مخلوقات اجتماعية راغبة في صحبة الأهل والرفاق والأصدقاء ،،
رضاهم وحبهم وتقديرهم وعطفهم يبعث في نفوسنا الثقة بالإضافة إلى السرور والإبتهاج
في حين يجلب لنا إهمالهم وتنكرهم لنا أشد انواع الآلآم النفسية والجدسية بالإضافة إلى الحزن والهم
فالإنسان الذي يشعر بعدم حب الأخرين له يعتقد أنه غير مساو للناس وأنه لايصح لمعاشرتهم
والنتيجه عدم الثقة في النفس او ضعف الثقة بالنفس على الأقل ،،، والميل إلى العزلة وإطالة التفكير في النفس وحالها والتباكي والنكد وسوء الظن وعدم الاستقرار والاستعداد للتخاصم وعلى طريقة "فرك الجرح بالملح " تكون نتيجة حرمان ذلك الإنسان من عطف الناس ومحبتهم وشقائهم
فإذا كنت مثل ذلك الشخص الذي يشعر بعدم حب الناس فبادر فورآ باعتبار أن هذا الفكر قائم على الخيال دون الحقيقه
وحاول مرة أخرى بالتعامل الجيد الفعال مع الناس على اعتبار أنهم يتقبلونك ويحسنون معاشرتك
فإذا ماارتفع اعتبارك الذاتي وارتفعت ثقتك بنفسك وشعرت بالسعادة واستطعت فعلآ بذلك ان تنمي ثقتك بنفسك
بأسلوب إيجابي ليس مع نفسك فقط بل امام الأخرين أيظآ
وثق تمامآ ان الشخص الذي لايستطيع أن يتوافق مع الناس إنسان تعيس ولن يخرج من تعاسته إلا بعد أن يعيد حساباته مع نفسه ويثق بها ويبدأ من جديد
وتأكد أنه ليس للناس جميعآ تركيب عقلي واحد وإننا لانستطيع
أن نتعامل مع جميعآ بالطريقة نفسها
لذلك الأفضل ان تعامل كل إنسان على ضو معرفتك الشخصية كي تجد قبولآ